كما قالت بنوا إسرائيل
لنبي لهم: ﴿ٱبۡعَثۡ لَنَا
مَلِكٗا نُّقَٰتِلۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ﴾ [البقرة: 246]؛
لأنه لا يقوم بتولي الجهاد إلا ملك أو نحو ملك، فهو الذي يقيم علم الجهاد وينظمه،
فالله جل وعلا قال: ﴿وَإِذۡ قَالَ
رَبُّكَ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ خَلِيفَةٗۖ﴾ [البقرة: 30]، وهو
آدم عليه السلام، فهو خليفة يخلف من قبله في الخلق للقيام بمصالحهم، لأنهم لا
يصلحون بدون خليفة، وليس هو خليفة عن الله؛ فالله لا يخلفه أحد، فهو سبحانه
الخليفة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ
أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى
مُسْلِمٍ» ([2])، وقال تعالى لداود
عليه الصلاة والسلام: ﴿يَٰدَاوُۥدُ
إِنَّا جَعَلۡنَٰكَ خَلِيفَةٗ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱحۡكُم بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَقِّ
وَلَا تَتَّبِعِ ٱلۡهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ [ص: 26]، فلا بد من وجود الخليفة ويتمثل هذا في الأمير
والإمام، وكل من ولاه الله أمر المسلمين.
2- ومن المهام التي
يتولاها: الأمر بإقامة علم الجهاد في سبيل الله.
3- إقامة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر.
4- الحكم بين الناس
بالعدل ورفع الظلم ورد الظالم وإقامة الحدود على من تجب عليه.
5- المحافظة على الأمن، وردع المخلين به.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1342).