×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 حكم الاستهانة بولي الأمر:

لا تجوز إهانة ولي الأمر بتنقصه والكلام فيه وتقليل شأنه عند الناس، هذا حرام، وفي الأثر: «من أهان ولي الأمر أهانه الله»، بل يجب أن يحترم؛ لأن احترامه احترام للإسلام والمسلمين، فيحترم لمنصبه؛ قال صلى الله عليه وسلم: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى الله وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًا» ([1])، وفي رواية: «وَإِنْ كَانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الأَطْرَافِ» ([2])، فمن تأمر فإنه يسمع له وطاع، ولا ينظر إلى شخصه وما فيه من نقص النسب أو نقص البدن، وإنما ينظر إلى منصبه فيحترم ويجل؛ لأن هذا من تمام صلاح الأمر واستقامة الأمر، لا يكون هم الناس الحديث عن ولاة الأمور والتماس معايبهم؛ لأن هذا يشتت الأمر ويُبغّض ولي الأمر إلى المسلمين، وإذا أبغضوه أبغضهم هو، فسادت البغضاء بين ولي الأمر وبين المسلمين، وحصل الفساد الكبير والتشتت.

فيجب مراعاة هذه الأمور؛ لأنها في صالح الإسلام والمسلمين فالمصلحة للمسلمين في احترام ولي الأمر أكثر من المصلحة الحاصلة لولي الأمر نفسه؛ فولي الأمر يتحمل ويتعب ويحصل عليه خطر، وكل ذلك مصلحته للمسلمين، فلماذا لا يحترم ولي الأمر؟، لماذا لا يعزز شأنه؟، لماذا لا عينه ونناصحه ونقوم بالأعمال التي نتولاها من قبله على الوجه المطلوب، هذا هو مقتضى المصلحة العامة للمسلمين، حتى لو حصل على الشخص ضرر من الإمام في نفسه؛ فإنه يتحمل هذا بجانب الصالح العام وجمع الكلمة وصلاح الأمر؛ فيحتمل الضرر الفردي تلافيا ضرر الجماعة وضرر الأمة.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4609)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (648).