دعوة الشيخ رحمه الله
لأنها تسير على منهجه، وعلى طريقه، فهي وارثة لهذه الدعوة المباركة، وقد حافظ
عليها أبناء الملك عبد العزيز ورعوها فبارك الله في جهودهم.
وهذا من تيسير الله
عز وجل ومن إقامة الحجة على العباد، ومما خص الله به هذه البلاد -ولله الحمد-
والبلاد الأخرى من بلاد المسلمين فيها الخير، ولكن هذه البلاد بالذات باعتبارها
قلب العالم الإسلامي، لها مزيد اهتمام، ومزيد عناية، لأن الخير يصدر منها،
والمسلمون يرجعون إليها، فالحمد لله أن ير لهذه البلاد هذا الخير العظيم المتوارث
والمتواصل، ونسأل الله أن يستمر. ولكنه لا يستمر إلا بالجهود المباركة والتعاون
على البر والتقوى.
فيجب أن نشجع هذه
الدورات، ويجب أن نحضرها، ونتناقل ما يلقى فيها من الخير، والحمد لله ومن تيسير
الله أنه أوجد هذه الوسائل من الأشرطة، والمواقع الدعوية المباركة التي تحفظ ما
يلقى في هذه الدورات بواسطة التسجيل، فالخير ينتشر، أنت تتكلم الآن في هذا المسجد
وأمثاله، ويسمعك من في المشرق والمغرب بواسطة وسائل التقنية الحديثة، وهذا من
تيسير الله عز وجل ومن آياته سبحانه، لئلا يأتي يوم القيامة من يدعي أنه لم يبلغ
بالإسلام ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم ولا بالقرآن الكريم.
فالله جل وعلا أقام الحجة على العباد، فصارت الكلمة الطيبة تبلغ المشارق والمغارب في لحظة واحدة، وتنتشر هذه المسجلات وهذه المطبوعات في كل البلاد، ينتفع بها من شاء الله أن ينتفع وتقوم الحجة على من رفضها ولم ينتفع بها، تقوم عليه حجة الله سبحانه وتعالى: ﴿أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٖ وَلَا نَذِيرٖۖ فَقَدۡ جَآءَكُم بَشِيرٞ وَنَذِيرٞۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ﴾ [المائدة: 19].