×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 فبعث الله المجددين من الأئمة والدعاة إلى الله، فقاموا بالدعوة إلى الله والتعليم، فنفع الله بهم.

وخذ على سبيل المثال هذه البلاد، كانت في الأول مثل غيرها، فيها مسلمون، لكن فيها جهل وفيها عقائد فاسدة، فيها شركيات وفيها بدع، فيسر الله أن بعث لها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فهو من المجددين الذين وعد الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يبعثهم الله على رأس كل مائة سنة ([1])، فقام بنشر التوحيد والعقيدة الصحيحة، وتعليم الناس العلم النافع المأخوذ من الكتاب والسنة، لا من التقليد واتباع من كان قبلهم دون بصيرة، بل بموجب الكتاب والسنة.

فعاداه من عاداه، وضايقه من ضايقه، ولكنه صبر واستمر على دعوته، ويسر الله له من ولاة الأمور من آل سعود من ساعده وحماه من أعدائه وجاهد معه حتى حصلت هذه النعمة في هذه البلاد -بلاد الحرمين- مهبط الوحي، مبعث الرسالة، وقبلة المسلمين، ولا تزال -ولله الحمد- ونسأل الله أن تستمر، إلى أن جاء عهد الملك عبد العزيز رحمه الله ففتح المدارس والمعاهد وتلتها الكليات ودور العلم التي ما زال يفد إليها الطلاب من أقطار الأرض، فالله جل وعلا اختار لها في الأزمنة المتأخرة هذه الدعوة المباركة، فأثمرت وأنتجت -ولله الحمد- وصار المسلمون يأتون إليها ويستفيدون، ويذهبون إلى بلادهم بالعلم والعقيدة الصحيحة والعمل الصالح، ويعلمون من خلفهم، فانتشر الدين، وانتشر هذا الخير، وهذه الدورات العلمية هي من آثار


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4293).