والعلم القليل مع العمل
الصالح يجعل الله فيه البركة والنور، فليست العبرة بكثرة العلم، ولكن العبرة
بالعمل الصالح المبني على علم صحيح، وهذا يحصل منه الخير الكثير للمسلمين، فنقول:
بارك الله في هذه الدورات، وكتب الأجر لمن قاموا عليها ومولوها وتعاهدوها، ونسأل
الله لهم المزيد من نشر العلم ونشر هذه الدورات في أرجاء البلاد لينتفع بها كل من
حضرها وكل من سمع بها وكل من بلغته، ويكون الأجر لمن قاموا عليها وأوجدوها أكثر من
أجر غيرهم، وهذا من تبليغ العلم للناس، وإقامة الحجة على الناس، فالحمد لله رب
العالمين ونسأله سبحانه أن يعين الذين ينشرون العلم النافع بأي وسيلة من الوسائل.
العلم ميسر لمن وفقه
الله وتلقاه وقبله ولله الحمد، ﴿وَلَقَدۡ
يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ﴾ [القمر: 17]، وكل
وقت ييسر الله له من الوسائل ما ينشره، مثلما ذكرنا أنه في هذا الزمان أوجد الله
وسائل تنشر العلم في أسرع وقت ممكن بين الناس بالقيام بنشر هذا العلم، فإذا علمت
شيئًا فاعمل به وعلمه لغيرك، وإلا فإنه يكون حجة عليك، ولهذا يقول الشيخ محمد بن
عبد الوهاب رحمه الله: «اعلم أن الله أوجب
علينا تعلم أربع مسائل، والعمل بهن»، وهذه المسائل في سورة العصر التي يحفظها
كل واحد منكم، يحفظها الكبير والصغير، البدوي والحضري، فيها هذه المسائل الأربع
التي إذا تحققت تحققت السعادة، وإذا فقدت أو فقد شيء منها ضاعت السعادة وحصل
الخسران.
قال تعالى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢﴾ [العصر: 1، 2]، الإنسان: كل إنسان من الملوك والتجار، والعلماء، والذكور والإناث، والأحرار والعبيد، كل إنسان فهو خاسر إلا من اتصف بأربع مسائل،