لا بد أن تتعلم كيف تستعمل
السلاح من الذين يعرفون استعمال السلاح، فيدربونك عليه، والعلماء هم الذين يدربون
الناس على استعمال الكتب، ويرون النافع من الكتب والصحيح من غير النافع، لأن
كثيرًا من الكتب كتب ضلال، وكتب شر فلا يفحصها ويشرحها إلا أهل العلم، وقد تقرأ
وتفهم فهما خاطئًا، كمن قرأ في صحيح البخاري الحديث وفيه: «الْحَبَّة السَّوْدَاء شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ» ([1])، على أنها: «الْحَيَّة السَّوْدَاء شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ
دَاءٍ»، فتصحفت الكلمة، فذهب وأكل حية سوداء فمات، وهذا يسمى: عالم نقطة؛ لأنه
لم يسأل أهل العلم، فالعلماء هم الذين يعرفون الصحيح من غير الصحيح، هم الذين
يعرفون المعنى الصحيح من المعنى السيء، وهم الخبراء في هذا الأمر، خذ كتاب من كتب
الطب واجرح الناس، وشقق بطونهم وقل أنا طبيب! إذا كان هذا في الطب فكيف بالعلم؟
وكيف بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
السؤال: رجل عنده استراحة
فيها نخيل، وبلغ فيها نصاب الزكاة، ولكنه قام بتوزيع الثمار على أقاربه ومعارفه
ولم يخرج الزكاة، علما أنه قام بتوزيعها ولم يبع منها شيئًا، فما رأي فضيلتكم؟
الجواب: إذا بدأ صلاح الثمر بالاحمرار أو الاصفرار وجبت الزكاة وتكون في ذمته، ولو وزع الثمرة على أقاربه أو غيرهم، فلا بد أن يخرج الزكاة، إما أن يشتري تمر أو يخرجه بقدر الزكاة، وإما أن يثمن الزكاة بدراهم ويخرجها على الفقراء والمساكين.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5688)، ومسلم رقم (2215).