ولا يدري ما أمامه فإنه هلك بلا شك، وهذا حال الذي يعمل ويعبد الله ويجتهد
ولكنه بغير علم، فهو يسير على غير طريق وعلى غير صراط الله سبحانه وتعالى، كما أن
من اقتصر على العلم بدون عمل فإن الله جل وعلا يغضب عليه؛ لأنه قامت عليه الحجة
فلم يعمل بها كاليهود ومن سار على نهجهم من علماء الضلال.
وأما أهل النجاة فهم
أهل الصراط المستقيم، ﴿ٱلَّذِينَ
أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ
وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69]؛
ولهذا فرض الله علينا أن نقرأ سورة الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا؛ فريضة كانت أو
نافلة وفي آخرها: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ
ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6]، يعني المعتدل، ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ
أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ﴾ [الفاتحة: 7] هم الذين جمعوا بين العلم النافع، والعمل
الصالح.
هؤلاء هم أهل الصراط
المستقيم، لم يأخذوا العلم ويتركوا العمل، ولم يأخذوا العمل ويتركوا العلم، بل
جمعوا بينهما، فصاروا يعبدون الله ويعملون على هدى، وعلى صراط مستقيم طريق واضح
يوصل إلى الله وإلى جنته.
فقوله: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ﴾ أي: غير طريق المغضوب عليهم، وقوله: ﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾، أي: غير صراط
الضالين.
والآن النصارى والصوفية وجهلة العباد ينهون عن تعلم العلم، ويأمرون بالعمل والعبادة بدون علم، وهذا شيء مشاهد من أحوالهم، بل إنهم يحرقون كتب العلم إذا تمكنوا منها، خصوصًا كتب أهل السنة والجماعة ويقولون للناس: اشتغلوا بالعمل واتركوا العلم، وهذا ضلال والعياذ بالله ومصيره إلى النار، فإذًا الجنة لا تُدخل إلا بعمل،