قال تعالى: ﴿ٱدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ
بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [النحل: 32]، وقال: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَانَتۡ لَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡفِرۡدَوۡسِ
نُزُلًا ١٠٧خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يَبۡغُونَ عَنۡهَا حِوَلٗا ١٠٨﴾ [الكهف: 107، 108]،
الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فهم استحقوا هذا بالعلم النافع، والعمل الصالح.
فالعمل الذي يوصل
إلى الجنة لا بد أن يكون مؤسسا على علم شرعي من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله
عليه وسلم، ولا يقوم بهذا العلم ويعلمه للناس إلا العلماء المستقيمون على طاعة
الله، هم الذين يبينون للناس ويعلمونهم أمور دينهم ودنياهم، فالعلم لا يؤخذ عن
الكتب ولا عن القراءة فقط، ولا يؤخذ عن الجهال والمتعالمين، ولا عن علماء الضلال
والبدعة، وإنما يؤخذ العلم عن العلماء الربانيين، يقول الله جل وعلا: ﴿وَلَٰكِن كُونُواْ
رَبَّٰنِيِّۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ
تَدۡرُسُونَ﴾ [آل عمران: 79]، أي: ربوا الناس على كتاب الله وعلى سنة
رسوله صلى الله عليه وسلم، ليس على قول فلان وعلان، ولا على استحسان فلان وذوق
فلان، بل على موجب الكتاب والسنة ولا يقوم بذلك إلا الراسخون في العلم، الذين
ورثوا العلم عن أهله فتعلموا أولا، ثم عملوا ثانيًا بعدما تعلموا، ثم علموا
ثالثًا.
فهم حملة العلم، وهم المعلمون الصادقون الصالحون، هؤلاء يؤخذ عنهم العلم ثم يعمل به، والعلم لا يحصل بدون تعب وبدون طلب، بل لا بد من طلب العلم، أينما وجد، ولابد من التعب في تحصيله، والتعب في ذلك في سبيل الله سبحانه وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ الله لَهُ طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ» ([1])،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2699).