فالعلم النافع هو الطريق
الذي يوصل إلى الجنة، وهو سبيل الجنة، والعلم النافع يكون في كتاب الله وفي سنة
رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يؤخذ العلم إلا عن أهله المعروفين به؛ الذين تلقوه
عمن قبلهم وألقوه على من بعدهم، وتوارثه المسلمون، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ
وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا
الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ» ([1])، العلم لا يشبع
منه؛ ولهذا قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿وَقُل
رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا﴾ [طه: 114]، لم يأمره بطلب الزيادة من شيء إلا من العلم،
وهو ميراث الأنبياء والمرسلين، وحملته هم ورثة الأنبياء والمرسلين، فيتلقى العلم
عنهم؛ ولذلك حرصت مكاتب الدعوة على إنشاء هذه الدورات العلمية وإن كانت مدتها
قصيرة، لكنها تفتح الأبواب للمسلمين، وإذا وجد هنا دورة وهناك دورة أخرى وتكررت؛
فإنه يحصل الخير الكثير لمن وفقه الله سبحانه وتعالى وحضر هذه الدورات المتكررة
واستفاد منها.
والعلم ليس له حد يُنتهى إليه، وإنما كل يأخذ منه على قدر ما وفقه الله وأراده الله له، وإلا فالله جل وعلا يقول: ﴿وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [الإسراء: 85]، ولكن هذا القليل إذا كان علما صحيحًا فإنه مبارك ونافع، وليس العبرة بكثرة العلم ولكن العبرة بنوعية العلم، والعبرة بالعمل بالعلم، ومن عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم، والعلم ينمو مع العمل، ويرحل مع ترك العمل، ولا ينمو العلم ولا يبقى ولا يستفيد منه صاحبه إلا بالعمل الصالح.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3643)، والترمذي رقم (2682)، وابن ماجه رقم (223).