والرد إلى الرسول بعد موته
هو الرد إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعلم الكتاب والسنة إلا العلماء
فهم الذين يأخذون الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية من كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم، والله أخذ الميثاق على العلماء أن يبينوا للناس ولا يكتمونه،
قال تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ
مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا
تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ [آل عمران: 187]، وقال تعالى:
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ
لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ
١٥٩إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ
وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ١٦٠﴾ [البقرة: 159- 160]، فهذا
ميثاق أخذه الله على العلماء أن يبينوا للناس، كما أوجب على العوام والجهال أن
يتعلموا، وأن لا يبقوا في جهلهم.
والعلم نوعان: علم يحتاجه كل
مسلم ولا يستغني عنه أحد، وهو تعلم أحكام عقيدته وصلاته، وزكاته، وصيامه، وأحكام
حجه وعمرته، ومعرفة أركان الإسلام الخمسة، التي لا بد لكل مسلم أن يقوم بها، وذلك
فرض عين على كل مسلم ومسلمة؛ لأنه لا يستقيم دينه إلا بها، ولا يبقى في جهله
ويقول: أنا لم أتعلم، فالله يسر لك العلم، مثلا: هذه الدورات، هذا مما يسره الله
العبادة، والمدارس مفتوحة، والمعاهد والكليات الشرعية مفتوحة، والمساجد مفتوحة
وفيها العلماء، قل مسجد إلا وفيه من يبين للناس على قدر ما يسر الله، لكن الشأن في
الاهتمام، الشأن أنك تهتم بدينك وتطلب العلم على أهل العلم، ولا تبقى في جهلك.
لا تكن على طريق غير
مستقيم، وطريق ضال، فالله لم يبق لنا حجة، بل إنه سبحانه أقام الحجة علينا.