×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

فالنوع الأول: هو ما لا يستقيم دين المسلم إلا به، كتعلم أركان الإسلام الخمسة، كل مسلم يجب عليه أن يتعلم هذه الأركان الخمسة وما تتطلبه من علم ليعمل على علم وعلى بصيرة، ولا يعمل على جهل ولا تقليد. فهذا النوع الأول من العلم يجب على كل مسلم ومسلمة، وعلى كل حر وعبد، وعلى كل كبير وصغير كلهم يجب أن يتعلموا هذا الحد من العلم.

أما النوع الثاني: وهو ما يحتاجه الناس عموما، وقد لا يحتاجه كل فرد، إنما يحتاجه عموم الناس مثل تعلم أحكام المعاملات، وأحكام الأنكحة، وأحكام الأطعمة والأشربة، وأحكام الأقضية والخصومات، وأحكام الآداب الشرعية العامة، فهذه الأبواب قد الا يتيسر لكثير من الناس أن يتعلموها، ولكن إذا تعلمها من المسلمين من يقوم بحاجة الناس فإنه يكفي، وهذا ما يسمى بفرض الكفاية، إذا قام به من يكفي من الناس فإنه يبقى في حق البقية شنة، وهي من أفضل السنن، وإذا تر كه الجميع أثموا.

والله جل وعلا قال: ﴿وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ [التوبة: 122]، يعني: ما كانوا كلهم يتمكنون من الذهاب لطلب العلم، ﴿فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ، يعني: كل قبيلة، كل بلد، وكل اجتماع يذهب منه أفراد من شبابهم ومن أذكيائهم يتلقون هذا العلم، ليبينوا ما يشكل على الناس في دينهم وفي مواريثهم، وفي معاملاتهم، وفي أنكحتهم وزواجاتهم، وفي خصوماتهم، ويجب على ولاة الأمور أن يفتحوا له المؤسسات العلمية، ويعينوا لهم المدرسين، ثم يلتحق لطلب هذا العلم من كان عنده استعداد.


الشرح