×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 السؤال: هناك من يكتفي بالاحتجاج بالقرآن فقط دون السنة، وإن احتج بالسنة فإنه يكتفي بالسنة الفعلية للنبي صلى الله عليه وسلم كيف نرد على هؤلاء؟

الجواب: نرد على هؤلاء بأن السنة مثل القرآن وحي، فهي الوحي الثاني بعد القرآن قال تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ [النجم: 3]، فالسنة وحي من الله عز وجل، وقال عليه الصلاة والسلام: «أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ» ([1])، فالسنة لا بد منها، فهي تفسر القرآن وتوضحه وتدل عليه فلا بد من السنة مع القرآن، كل هذا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، جاء بالقرآن وجاء بالسنة، فكيف نأخذ البعض ونترك البعض الآخر؟، والله تعالى يقول: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ [الحشر: 7]، ويقول سبحانه: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ َ [النساء: 80]، ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ [النساء: 64].

السؤال: ما الأسباب التي ينبغي على المسلم التمسك بها للخروج من الفتن في هذا الوقت؟

الجواب: الاعتصام بكتاب الله عز وجل وسنة الرسول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ»، فقل: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: «كِتَابُ الله» ([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافًا كثيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ» ([3]).


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4606)، وأحمد رقم (17174).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2906).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (4609)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (43)، وأحمد رقم (17142).