إذن فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضمانة لنجاة المجتمع كله، وفقدانه
سبب الهلاك للمجتمع كله، فإذا لم يوجد من يأمر بالمعروف وينه عن المنكر هلك
المجتمع كله الصالح والطالح، الصالح لأنه لم ينكر، والطالح يهلك بذنبه، فإذا فقد
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حق عليه الهلاك.
إذا، فلا بد من
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع، لابد من هذا، فهو ضروري للمجتمع،
وضمانة لنجاته وسلامته.
طريقة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر:
ولكن ما هي الطريقة
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ الرسول صلى الله عليه وسلم رتب لهذا وبينه، فقال
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ
مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ،
فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفْ الإِْيمَانِ» ([1])، وفي رواية: «وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ حَبَّةُ خَرْدَلٍ
مِنْ إِيمَانٍ» ([2]).
إذًا، فالذي لا ينكر المنكر بحسب استطاعته ليس في قلبه إيمان، لأنه لو كان في قلبه إيمان لأنكر المنكر بحسب استطاعته ومقدرته، ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾ [البقرة: 286]، فقوله صلى الله عليه وسلم: «فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ»، لهذا لأصحاب السلطة، ينكرون المنكر باليد، ويزيلونه باليد، أو نوَّاب السلطة الذين نصَّبهم الإمام للقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهم رجال الحسبة، هؤلاء ينوبون عن الإمام لأنه فوضهم في ذلك وأنابهم، فهم يغيرونه بأيديهم، لأن لهم صلاحية، ولا أحد يعترض عليهم، فإذا لم يكن للإنسان سلطة فإنه ينكر المنكر بلسانه لا بيده،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (49).