×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

إذا الأمور مرتبة في هذا وليست فوضى فقد رتبها الرسول صلى الله عليه وسلم.

الشروط الواجب توفرها في الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر:

يشترط لذلك ثلاثة أمور:

الشرط الأول: قبل الإنكار: وذلك بأن يكون عنده علم ما هو المنكر، وما هو المعروف، عالما بما يأمر به، وعالما بما ينهى عنه، ولا يأمر وينهى بجهل، فقد يحرِّم حلالاً، أو يحلُّ حرامًا، وقد يفتي بغير علم، فيضر نفسه، ويضر الناس، فلا بد أن يكون عنده علم بما يأمر به، وعلم بما ينهى عنه، والمعروف هو: ما أمر الله به، فكل ما أمر الله به فهو معروف، والمنكر: كل ما نهى الله عنه، فيكون عالما بالأوامر والنواهي، لا بد من هذا، أن يكون مؤهلا لذلك.

الشرط الثاني: في حال الإنكار: يكون رفيقًا حليمًا متأنيًا، فلا يكون عنده عنف وقسوة، عليم لا يغضب إذا واجه شيئًا يكرهه بل يكون عنده حلم وسعة صدر، لأنه مثل الطبيب يعالج مريضا، فالطبيب يصبر إذا رأى المريض، وعرف صعوبة علاجه، فإنه يرفق بالعلاج شيئًا فشيئًا، وكذلك الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فهو طبيب المجتمع، فعليه بالرفق، وعليه بالحلم، وعليه بمعرفة العلاج المطابق لهذا المنكر.

فلابد أن يتصف بهذه الصفات، وأيضا لا ييأس من زوال المنكر، أو على الأقل من براءة ذمته، ﴿قَالُواْ مَعۡذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ [الأعراف: 164]، فيكون عنده حسن ظن بالله عز وجل، وحسن ظن بإخوانه المسلمين، فلا يأخذه العنف والغضب، ويتصرف تصرفات غير لائقة، ولهذا يقولون: «لا يكن إنكارك للمنكر منكرًا، ولا يكن أمرك بالمعروف غير معروف».


الشرح