×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

ولهذا قال لقمان لابنه وهو يعظه: ﴿يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ [لقمان: 17]، فالذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحتاج إلى الصبر، فالذي ليس لديه صبر لا يستطيع الاستمرار في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا بد من الصبر، ﴿وَٱصۡبِرۡ وَمَا صَبۡرُكَ [النحل: 127]، يعني من الناس بسبب أمرك لهم ونهيك لهم، فاصبر على ما يصيبك من كلام ومن فعل ولوم وتعب، لا تجزع فتترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومهما أصابك فأنت على أجر، وأنت على خير؛ لأن ما يصيبك فهو في سبيل الله مكتوب لك في دواوين أعمالك، ولا تدري ربما ينقلب هذا الذي آذاك ينقبل صديقا ومحبا في يوم ما، قال تعالى: ﴿وَلَا تَسۡتَوِي ٱلۡحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُۚ ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيۡنَكَ وَبَيۡنَهُۥ عَدَٰوَةٞ كَأَنَّهُۥ وَلِيٌّ حَمِيمٞ [فُصِّلَت: 34]، ﴿وَمَا يُلَقَّاهَا أي: ما يُلقَّى هذه الخصلة، ولا يُرزَق لهذه الخصلة، ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٖ [فُصِّلَت: 35].

وفي سورة العصر، الله جل وعلا قال: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢ [العصر: 1- 2]، كل إنسان هو خاسر، سواء كان عربيًّا أو أعجميًّا، ملكًا أو صعلوكًا، غنيًّا أو فقيرًا، ذكرًا أو أنثى، عالمًا أو جاهلاً، كل إنسان خاسر، إلا من اتصف بأربع صفات:

الصفة الأولى: العلم بالله، ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ [العصر: 3] والإيمان بالله سبحانه وتعالى ربًّا وإلهًا، والإيمان بأسمائه وصفاته.

الصفة الثانية: ﴿وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ [العصر: 3]، بعد العلم العمل.

الصفة الثالثة: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ [العصر: 3]، وهذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبعض الناس يقول: لستَ وصيًّا عليَّ!


الشرح