والمؤمنون يجتمعون على الإيمان وعلى الطاعة، وعلى فعل الخير، يجتمعون على
الصلوات الخمس جماعة، يجتمعون على صلاة الجمعة، ويجتمعون على صلاة العيد
والاستسقاء والتراويح، ويجتمعون لأداء مناسك الحج والعمرة، ويجتمعون في المناسبات
الدينية بسبب الإيمان، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا
يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ
فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [التوبة: 18].
والإيمان يحمل المؤمن على أن يحب الخير لأخيه المؤمن، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ
لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([1]).
والإيمان يحمل صاحبه
على الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنه يحب لإخوانه الخير
ويكره لهم الشر.
هذا هو الإيمان،
رزقنا الله وإخواننا الإيمان الصادق، وغفر الله لنا ولإخواننا الذين سبقونا
بالإيمان كذلك، فالمؤمن لا يقتصر على نفسه، بل يشرك إخوانه في دعائه أحياء
وأمواتًا: ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ
لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10]، ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ
وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19]. هذا من موجب
الإيمان في قلبه، وهذه آثار الإيمان على المؤمنين، نسأل الله عز وجل أن يهدينا
للإيمان، وأن يثبتنا عليه، وأن يقويه في قلوبنا، وأن ينفعنا به أحياء وأمواتًا.
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
**********
([1]) أخرجه: البخاري رقم (13)، ومسلم رقم (45).