هذا هو الإيمان، فنسأل الله عز وجل أن يمن علينا بالإيمان الصادق، بالإيمان
الثابت في القلوب وبالعمل الصالح، وأن يجمع بيننا وبين إخواننا المؤمنين في الدنيا
والآخرة، قال تعالى: ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ
لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي
قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10].
الإيمان يقتضي
الإصلاح بين المختلفين:
كذلك يُصلح المؤمن
بين المؤمنين إذا حصل بينهم نزاع، فهو يسعى بالصلح، ولو تحمل في ذلك مالا، قال
سبحانه: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ
مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا
عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ
فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ
يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ ٩إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ١٠﴾ [الحُجُرات: 9- 10].
فالمؤمن يسعى بالصلح
ويسوي النزاع بين إخوانه المسلمين، لا يمشي بالنميمة، لا يمشي بالتفريق بين
المسلمين، لا يحرش بين المسلمين، يؤلب بينهم، وإذا وجد خللا بين اثنين أو جماعة
سعى في الصلح، قال تعالى: ﴿لَّا
خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ
مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ
مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾ [النساء: 114].
فالإصلاح بين الناس شأن المؤمن، فهو يسعى بالإصلاح بين المختلفين حتى يعود الوئام والمحبة بين المؤمنين، فهو يكون عضوًا صالحًا في المجتمع بسبب الإيمان الذي يحمله، ولا يرضى لإخوانه النزاع والاختلاف، بل يريد لإخوانه أن يتألفوا ويجتمعوا، فالمؤمنون جماعة واحدة وأمة واحدة، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92]. فالمؤمن لا يسعى بالتفريق بين المؤمنين وتوسيع الخلاف كما يفعله النمامون والمغتابون.