فالله أمر بعبادته وحده لا
شريك له في آيات كثيرة، ونهى عن الشرك وهو مادة غير الله، ومنها الاستغاثة
بالأموات والطواف بالقبور وغير ذلك، فكيف لا يعرف الشرك وهو مسلم ويتلو القرآن
ويحضر الدروس، ويسمع المحاضرات، ويسمع الخطب، ولكنهم يقولون: هذا دين المتشددين!،
هذا دين الوهابية !، هذا دين الخوارج!، ينفرون الناس من هذا ولا يقبلون الحق، وقد
قامت الحجة عليهم، فإذا لم تقم الحجة بالقرآن فبماذا تقوم؟.
السؤال: يشكو البعض من
وقوعه في الذنب ثم التوبة، ثم وقوعه مرة أخرى في الذنب، فيشكو حاله ويسألكم ما هي
الوسائل المعينة في مثل هذا الحال؟
الجواب: لا ييأس من رحمة
الله، وكلما أذنب فليتب، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ
لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمۡ يُصِرُّواْ عَلَىٰ
مَا فَعَلُواْ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [آل عمران: 135]، وقال: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ
ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ
إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ
٥٣وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ
ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤﴾ [الزُّمَر: 53- 54].
فليتب إلى الله، ولا ييأس ويدعي أنه لا فائدة من توبته، فهذا قنوط من رحمة الله لا يجوز، فالله جل وعلا يتوب على من تاب، وهو الذي يقبل التوبة عن عبادة، ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون، فتب إلى الله مهما تكرر منك الذنب، فكرر التوبة، ثم اعمل الأسباب الواقية من تجنب الذنوب: فابتعد عن رفقاء وجلساء السوء؛ لأنهم ينقلون لك الشر وتتأثر بهم، وجالس الصالحين وأهل الخير، واستمع إلى الذكر واحضر مجالس العلم، وحافظ على الصلوات المفروضة، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت: 45].