فهي تسير على منهج هذه
الدعوة المباركة التي هي على منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من
الأئمة الأربعة ومن جاء بعدهم، فهذه الجامعة من توفيق الله تعالى أنها أمدها جل
وعلا بولاة الأمور من آل سعود -وفقهم الله وبارك فيهم-، فهي قامت مؤيدة بتأييد
الله جل وعلا، ثم بتأييد حكام هذه البلاد الذين تعاقبوا على رعايتها وحمايتها
وتمكينها -ولله الحمد-؛ فهي بمدرسيها وبطلابها هي الحصن الحصين -بإذن الله- لحماية
هذه الدعوة، وهذه العقيدة المباركة، ونشرها وبيانها للناس، وبيانها لمن لا يعرفها،
فلتبين له على أنها دعوة مباركة نفع الله بها، قائمة على الكتاب والسنة ومنهج
السلف، ليست مبنية على كلام مؤسسها الإمام محمد بن عبد الوهاب، وإنما هي مبنية على
الكتاب والسنة، حتى الإمام رحمه الله في كتبه إنما يبني كتبه على الكتاب والسنة،
انظروا إلى «كتاب التوحيد الذي هو حق الله
على العبيد»، هل تجدون له كلامًا خاصًا أم أن ما فيه: قال الله، قال رسوله؟
باب كذا وكذا، قال الله: كذا، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: كذا، فهو لم يأت
بكلام من عنده، أو بعقيدة ابتكرها، وإنما جاء بعقيدة السلف الصالح التي هي ثمرة
دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وضح هذا رحمه الله في عقيدته التي كتبها لأهل
القصيم لما سألوه عن عقيدته، وهذه الجامعة -ولا ننقص الجامعات الأخرى حقها-، ولكن
هذه الجامعة تخصصها في هذا، وكل جامعة لها تخصص، وكل جامعة تنفع المجتمع في
تخصصها، ولكن هذه الجامعة تخصصها خاص بصيانة العقيدة الصحيحة، عقيدة أهل السنة
والجماعة، وأنتم -والحمد لله- ورثة من سبقكم، لتقوموا من بعدهم على حماية هذه
العقيدة، وهي ليست بعقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بل هي عقيدة أهل السنة
والجماعة