المحاضرة السادسة والسبعون
طرق تعلُّم العلم
**********
بسم الله الرحمن الرحيم ([1])
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
أما بعد:
إنها فرصة طيبة في هذا اللقاء المبارك في بيت من بيوت الله عز وجل لنتذاكر
ما يجب علينا من أمور ديننا، فإن ذلك هو عنوان الخير، كما قال صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا
يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ» ([2]).
والفقه: هو الفهم، بأن يفهم أمور دينه من أدلة الكتاب والسنة حتى يعمل بها، ولا يعبد الله على جهل، وإنما يعبد الله على بصيرة وعلى علم، فالفقه في الدين علامة الخير، وعدم الفقه في الدين علامة الشر؛ لأن مفهوم قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ»، دل على أن الذي لا يوفق للفقه؛ أنه لم يُرد به خيرًا، وهو محروم، والفقه في الدين ميسر -ولله الحمد- لمن طلبه وحرص عليه، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ﴾ [القمر: 17]، فالذي يحرص على الشيء؛ يطلبه ويتتبعه حتى يدركه ويعرفه على حقيقته.
([1]) هذه الرسالة محاضرة ألقيت بجامع الملك فهد لله» بجدة يوم الأربعاء (24/ 8/ 1434هـ).
الصفحة 1 / 511