المحاضرة الثامنة والثمانون
كتب العقيدة ومنهجية الاستفادة
منها
**********
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
أما بعد:
فإن عقيدة التوحيد هي الأساس الذي يبنى عليه هذا الدين؛ ولهذا مكث النبي
صلى الله عليه وسلم في مكة بعد البعثة ثلاثة عشر عامًا يدعو إلى التوحيد، وإلى
إفراد الله جل وعلا بالعبادة وترك عبادة ما سواه، ويقول صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللهُ تُفْلِحُوا» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم لقريش لما اجتمعوا: «إِنِّي
أُرِيدُ مِنْهُمُ كَلِمَةً وَاحِدَةً تَدِينُ لَهُمْ بِهَا العَرَبُ، وَتُؤَدِّي
إِلَيْهِمْ العَجَمُ الجِزْيَةَ»، وهي: «لاَ
إِلَه إِلاَّ اللهُ» ([2]).
فهذه العقيدة هي معنى هذه الكلمة العظيمة: «لا إله إلا الله» أي: لا معبود بحق إلا الله عليه الصلاة والسلام، وكل معبود سواه فهو معبود بالباطل، هذا معنى هذه الكلمة العظيمة التي بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم وبالدعوة إليها؛ ولهذا السور المكية كلها في هذه العقيدة وكلها في التوحيد، وهذا يدل على أن العقيدة هي الأساس، وأنه لا فائدة من الدعوة إلى الله بدون البدء بالعقيدة، الذين يدعون إلى الله ولا يبدؤون بالعقيدة ولا يهتمون بها،
([1]) أخرجه: أحمد رقم (16603)، وابن خزيمة رقم (159)، وابن حبان رقم (6562).
الصفحة 1 / 511