×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

المحاضرة السابعة والثمانون

 وصايا للمبتَعَثين

**********

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

أيها الأخوة المبتعثون، أستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم، أوصيكم بتقوى الله سبحانه وتعالى في الشر والعلانية، والمحافظة على دينكم أينما كنتم.

قال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» ([1]).

اجعلوا هذا الحديث -حفظكم الله- منهجًا لكم؛ وهو في ثلاث كلمات من جوامع كلم الرسول صلى الله عليه وسلم.

«اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْتَ»: أي في أيَّ مكان من بر أو بحر أو أي مكان؛ فإنك تتقي الله؛ بمعنى أنك تجعل بينك وبين عذابه وقاية؛ وذلك بطاعته سبحانه وتعالى بفعل أوامره، وترك ما نهى عنه.

والمسلم يكون قدوة وداعيةً إلى الله بأفعاله قبل أقواله، وأنتم تمثلون الإسلام، أنتم سفراء لبلادكم -حفظكم الله-، فكونوا على حسن ظن ولي الأمر الذي ابتعثكم إلى هذه البلاد التي أنتم فيها من بلاد الغربة،


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (1987)، وأحمد رقم (21354).