المحاضرة الثمانون
شكر النِّعم
**********
بسم الله الرحمن الرحيم ([1])
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
أما بعد:
فإن نعم الله كثيرة، قال تعالى: ﴿وَإِن
تَعُدُّواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [النحل: 18].
وقال: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ
نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ﴾ [إبراهيم: 34].
ومن أعظم نعم الله عز وجل إرسال هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ قال
تعالى: ﴿لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ
عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ
عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164].
وقال تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي
بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ
وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن
قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ﴾ [الجمعة: 2].
فحالة العرب قبل بعثة لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حالة الضياع بين الأمم، ليس لهم كتاب، فهم أميون لا يقرؤون ولا يكتبون، وليس لهم دولة تجمعهم؛ بل هم متفرقون إلى قبائل، كل قبيلة تعتبر نفسها حاكمة فيما حولها،
الصفحة 1 / 511