×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

 ويتقاتلون فيما بينهم، يغير بعضهم على بعض، ويسبي بعضهم بعضًا، ولا تقر لهم حال فيما بينهم، فكيف بهم مع غيرهم من أمم الأرض؟! وكانوا متفرقين الدول، منهم من يتبع دولة الروم، ومنهم من يتبع دولة الفرس هذا من حيث السياسة.

من حيث الديانة: بعضهم يدين باليهودية، وبعضهم يدين بالنصرانية، وبعضهم ليس نصرانيًا ولا يهوديًا، وإنما هو وثني يعبد الأشجار والأحجار والأوثان، هكذا كانت حالتهم الدينية.

وأما حالتهم الاقتصادية: فكانت حالة الضياع، يأكلون ما هب ودب، وما وقع في أيديهم من أموال غيرهم، فيأكلون: الميتات والمحرمات وغير ذلك، هذه حالتهم الاقتصادية، ويحللون ويحرمون من عند أنفسهم وما تمليه عليه أهوائهم.

وحالتهم الاجتماعية: حالة تنازع وتفرق وتقاتل وخوف، كل يخاف، حتى الأخ يخاف من أخيه، فلما بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم منهم -أي من العرب-، ومن ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، وكان كل الأنبياء في بني إسرائيل من ذرية إسرائيل وهو يعقوب؛ أما العرب فليس فيهم نبي منذ عهد أبيهم إسماعيل إلى أن بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم من بني إسماعيل، وجعله خاتما للمرسلين وإمامًا للناس أجمعين، رسالته عامة إلى أن تقوم الساعة، وشريعته شاملة لمصالح العباد، صالحة لكل زمان ومكان.

هذا أكبر النعم على هذه الأمة المحمدية؛ وقد حسدهم اليهود والنصارى على ذلك، وأنكروا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون ذلك ﴿حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم [البقرة: 109]، ولهذا ذكَّرهم الله بقوله:


الشرح