المحاضرة الرابعة والتسعون
المسؤولية الوطنية في ظل الأزمات
**********
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه
أجمعين، أما بعد:
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَشْكُرُ الله مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ» ([1])، فلا شك أن كل إنسان له جهود: إما في الخير، وإما في الشر، ولكن جهود العلماء الربانيين العلماء القدوة إنما هي جهود فيما ينفع المسلمين، وينصر الإسلام، وهذا هو الذي أمرنا الله به سبحانه وتعالى، فالرجوع عند الشدائد يكون إلى أهل العلم، قال -سبحانه-: ﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 83]، وفي هذه الآية ذكر الله جل وعلا أنه عند النوازل العامة يرجع فيها إلى أولي الأمر، بعد الرجوع إلى الله، وإلى كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإلى هدي السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ويرجع بعد ذلك كله إلى أولي الأمر.
الصفحة 1 / 511