المحاضرة الحادية والتسعون
موقف المسلم من الفتن
**********
بسم الله الرحمن الرحيم ([1])
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام
المرسلين، وعلى آله وصحابته أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
وجعلنا الله وإياكم منهم، بمنه وكرمه، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
أما بعد -أيها الإخوة-:
الفتن: جمع فتنة، وهي الابتلاء والامتحان، فكل عبد ومخلوق من بني آدم فإنه يبتلي ويمتحن، قال الله سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿الٓمٓ ١أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢وَلَقَدۡ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٣﴾ [العنكبوت: 1- 3]، فالله جل وعلا بحكمته يجري الامتحان على عباده؛ ليتميز المؤمن الصادق في إيمانه من المنافق، قال جل وعلا: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩﴾ [البقرة: 8، 9]، فالله بحكمته يجري الفتن على الناس؛ ليتميز الصادق في إيمانه؛ الذي يدافع هذه الفتن ويحذر منها؛ من الكاذب في إيمانه المدعي للإيمان؛ الذي يقع فيها وينشرها ويدعو إليها.
الصفحة 1 / 511