تمثلون دولتكم، وتمثلون
دينكم قبل كل شيء، فتكونون قدوةً صالحةً لغير كم؛ بحيث إذا رآكم غير المسلمين
عرفوا دين الإسلام من خلال تصرفاتكم وأعمالكم.
فالله الله- حفظكم الله- لتمثيل الإسلام تمثيلاً يليق به، وأنتم كذلك -إن
شاء الله-، ولكن هذا من باب الوصية لكم، فأنتم والحمد لله تعرفون أمور دينكم،
وتعرفون مكانة بلادكم في بلاد العالم أنها بلاد الحرمين الشريفين، فيها قبلة
المسلمين، فيها المسجد الحرام، فيها المسجد النبوي، فيها القبلة التي يستقبلها
المسلمون في صلواتهم في اليوم والليلة خمس مرات؛ في الفرائض وما شاء الله من
النوافل، يستقبلون شطر المسجد الحرام.
بلادكم -ولله الحمد- هي قلب العالم الإسلامي، وأنتم تعتبرون من هذه البلاد
التي فيها قبلة المسلمين، فمثلوا الإسلام تمثيلاً صحيحًا بأعمالكم وأقوالكم
وتصرفاتكم، وأنا أعلم أنكم -والحمد لله- على هذا المستوى الطيب، ولكنه من باب
التواصي بالحق.
أوصيكم بتقوى الله أينما كنتم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا كُنْتَ»، ففي أي
مكان أنت عبد الله، أنت مسلم، فعليك أن تمثل دينك التمثيل الصحيح بنية صالحة وعمل
خالص لله عز وجل، وصواب على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فدينكم الإسلام، وقدوتكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي
رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ
وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا﴾ [الأحزاب: 21]، فأنتم -ولله الحمد- تمثلون بلادكم
وتحملون دينكم، ومن رآكم عرف دين الإسلام على الحقيقة، فالله الله،