وأروا غير المسلمين خيرًا
من أنفسكم، وأظهروا لهم محاسن دينكم، وأيضًا قولوا للناس حُسنًا؛ كما قال جل وعلا:
﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ
حُسۡنٗا﴾ [البقرة: 83]، وكما قال جل وعلا: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي
يَقُولُواْ ٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ [الإسراء: 53].
تعاملوا مع الناس بما أمركم به الإسلام؛ من حسن المعاملة والصدق في
المعاملات، والصدق في الأقوال والأفعال، والمحافظة على دينكم، وهذا مما يزيد كم
شرفًّا عند الله وعند الخلق، فإن المتمسك بدينه يحترمه الناس، ويجلونه، وأما
المتساهل في دينه فإن الناس يزدرونه، سواء شعر بهذا أو لم يشعر، فانتم -والحمد
لله- على مستوى طيب، وعلى خلق يليق بدينكم.
«اتَّقِ اللهِ حَيْثُمَا
كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا»، عليكم بإصلاح
الأعمال، والإنسان عرضة للخطأ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ
الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» ([1])، والله سبحانه
وتعالى استرعاكم على هذا الدين، وحملكم إياه، فكونوا خير حامل تؤدون فرائضه في
أوقاتها، وتتعاملون بالصدق مع الناس، تتعاملون بالنصيحة، كما قال صلى الله عليه
وسلم: «الدِّينُ النَّصِحَةُ»، قلنا:
لمن -يا رسول الله صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ
وَعَامَّتِهِمْ» ([2]).
أنتم من بلاد الحرمين لكم قدر عند الناس ولكم قيمة عند الناس؛ لشرف المكان الذي أنتم جئتم منه، تحملون شرف هذا المكان، فكونوا على مستوى التمثيل الحسن الدينكم ولبلادكم ولدولتكم، وأيضًا عليكم بالدعوة إلى الله عز وجل والتعاون مع إخوانكم المسلمين في الجاليات الإسلامية،
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2499)، وأحمد رقم (13049).