دعوتهم فاشلة ولم تنتج
شيئًا، أما الذين دعوا إلى هذه العقيدة ونشروها وبينوها؛ فهؤلاء هم الذين أفادوا
العباد والبلاد، انظروا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لما تبنى هذه العقيدة
ودعا إليها، وبيَّنها وقررها، وألف فيها، وتلميذه الإمام ابن القيم أيضًا لما تلاه
على هذا المنهج، وكذلك بقية تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية فإنهم لما بنوا على هذا
الأساس، وأصلوا دعوتهم عليه نجحت دعوتهم والحمد لله، وأفادت وأثمرت كتبا كثيرة
معلومة بأيدي المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
فهذه العقيدة هي الأساس الذي يبنى عليه سائر الدين وسائر العبادات، فعمل
بدون عقيدة هذا عمل ضائع وباطل، ودعوة بدون العقيدة دعوة فاشلة لا ثمرة فيها، فهذه
العقيدة هي أساس دين المسلمين، ويجب على الدعاة وعلى العلماء وعلى المدرسين أن
يهتموا بهذه العقيدة الصحيحة، وأن يبينوها للناس في المدارس وفي المساجد والمجالس؛
لأجل أن تنتشر ولأجل أن تعرف، ولأجل أن تدحض العقائد الباطلة والدعوات المخالفة
لها.
فهذه العقيدة هي أساس هذا الدين، فالسور المكية كلها في هذه العقيدة
وتأسيسها، ثم بعد ذلك لما ترسخت العقيدة تنزلت الأحكام الفقهية على رسول الله صلى
الله عليه وسلم في القرآن العظيم والسنة النبوية، فهذه العقيدة وكتبها هي التي
يُبنى عليها كل أمور الدين، وكل دعوة لا تُبنى على هذه العقيدة ولا تدعو إليها؛
فإنها دعوة وجودها كعدمها، هناك دعوات لها مناهج، وهناك دعوات لها مبادئ، ولكن لا
يوجد اهتمام بالعقيدة على منهج السلف الصالح، على منهج الكتاب والسنة إلا ما شاء
الله، وقليل ما هم الذين يهتمون بها ويبينوها للناس.