×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الخامس

هذه العقيدة في هذه البلاد -ولله الحمد- مترسخة وتُدرس في المدارس من الابتدائي إلى الدراسات العليا، ودرس كتبها وتشرح وتبين كذلك في المساجد، وكذلك في مجالس أهل العلم، فلذلك تمتاز هذه البلاد -ولله الحمد- على غيرها من البلاد الأخرى بهذه الميزة، ولا نقلل من إخواننا في البلاد الأخرى، ففيها من يدعو إلى الله ومن يدعو إلى العقيدة، ولكن هذه جهود فردية، أما هنا فهذا جهد للدولة -وفقها الله- ولعلمائها ولمتعلميها، يهتمون بهذه العقيدة، ويبينونها ويعلنونها في المدارس وفي المعاهد وفي الكليات، وفي وسائل الإعلام، وفي إذاعة القرآن، والإذاعة العامة، وفي التليفزيون، وهذا مما ساعد على نشر هذه العقيدة، واستفادة الناس منها.

فهي عقيدة أصيلة مبنية على كلمة: لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ فهي العقيدة الراسخة، والعقيدة الثابتة والمفيدة، فيجب الاهتمام بها والعناية بها وتذاكرها والتذكير بها، ونشرها وتحقيقها وطباعة كتبها، كل هذا مما يجب على المسلمين عموما، وعلى هذه البلاد القائدة للمسلمين خصوصًا. فالعقيدة هي أساس الدين، وهي قاعدة الملة، وهي أول ما يسأل عنه العبد إذا وضع في قبره، تقول له الملائكة: «من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟»، هذه العقيدة لا بد أن يعرفها حتى يثبته الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، كما قال جل وعلا: ﴿يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ [إبراهيم: 27]، فالذي يدّعي الإسلام ولا يهتم بهذه العقيدة، ولا يرفع بها رأسًا هذا إذا سُئل في قبره: من ربك؟ يقول: «هاه هاه لاَ أَدْرِي»، من نبيك؟ يقول: «ها ها لاَ أَدْرِي»،


الشرح