منطلقة من الكتاب والسنة، ومنهج سلف هذه الأمة، والتي قامت على أساسها وعلى مبادئها بلادنا المباركة، وقد عرف عن شيخنا الكريم الحرص الشديد، والتواصل الأكيد، والتفاعل البناء المثمر مع كافة مؤسسات المجتمع، وأفراده وخصوصًا مع جامعته التي درس فيها وتخرج منها، ولا زال يحبها، ويعمل كل ما من شأنه أن يكون متواجدا بيننا؛ وخصوصًا فيما ينفع ويفيد ويوجه الناشئة طلابا وطالبات إلى ما يخدمهم وينفعهم في أمور دينهم ودنياهم، ونحن نعلم جميعًا المواقف المشرفة، والآراء الناضجة والتسديدات المباركة التي دائمًا ما يقوم بها، وذلك خدمة للدين والعقيدة، في هذه البلاد الكريمة، وخدمة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها؛ عبر دروسه العلمية وفتاواه ومحاضراته التي نراها ونسمعها عبر وسائل الإعلام، وفي محافلها كالجامعات والمدارس والمساجد، الأمر الذي استفاد منه أمة لا تحصى، ولازلنا ننهل من معين علومه الصافية، ومواردها الزلال غضة طرية كما جاءت في الوحيين الكريمين، وليس للمواقف الشجاعة العلمية التوجيهية الصعبة إلا كأمثال سماحته حفظه الله، يحدثنا اليوم عن موضوع مهم، ومسألة أهم نحتاج إليها طرا ومناقشة، وبيانا شافيا كافيا حتى يسلم الإنسان في دينه، وفي عرضه، ولا يقول إلا حقا، ويبتعد عن المنغصات والمكدرات أيضًا كان نوعها، وخصوصا ما يتعلق بزلات وهتات وويلات ومساوئ اللسان؛ عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّار عَلَى وَجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ» ([1]).
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وابن ماجه رقم (3973)، وأحمد رقم (22016).