والمقصود: أن الذي له
الأمر كله والمُلْك كله لا يستحق غيره شيئًا من العبادة! ولهذا المعنى قال لنبيه
صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ
أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [القصص: 56].
فالذي
قال الله عز وجل في حقه - صلوات الله وسلامه عليه -: ﴿لَيۡسَ
لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ﴾ وهو خِيرة الله من خلقه - مازال يدعو الناس أن
يُخْلِصوا العبادة للذي له الأمر كله، وهو الله عز وجل، فهذا دينه صلى الله عليه
وسلم الذي بُعث به، وأُمِر أن يُبلغه أمته ويدعوهم إليه، كما تقدم في باب الدعاء
إلى شهادة أَنْ لا إله إلاَّ الله.
فإياك
أن تَتَّبِع سبيلاً غير سبيل المؤمنين، الذي شرعه الله ورسوله لهم وخصَّهم به.
**********
قوله: «وفي الصحيح» أي: في
الصحيحين: البخاري ومسلم، رحمهما الله.
«عن أنس رضي الله عنه قال:
شُجَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم » الشجة: الجراح في الرأس
والوجه خاصة. أما الجرح في بقية البدن فيقال له: جرح، ولا يقال: له شجة.
«يَوْمَ أُحُدٍ» جبل أُحُد يقع
شمالي المدينة، وقعت عنده الوقعة المشهورة بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
وبين المشركين.
وقد نَظَّم النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين قبل بَدْء المعركة، وهَزموا
المشركين في أول المعركة، إلاَّ أن بعضهم خالف تنظيم الرسول صلى الله عليه وسلم
فحلَّت بالمسلمين الهزيمة من أجل هذه المخالفة! ولو أنهم استمروا على تنظيم الرسول
صلى الله عليه وسلم لاستمر النصر لهم، ولكن لما خالف بعضهم أمر الرسول صلى الله
عليه وسلم أصيب المسلمون.