×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فقال صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ؟!» استبعد صلى الله عليه وسلم فلاحهم وهدايتهم؛ لأن هذا ضلال مبين، حَمَلهم على أن يشجوا نبيهم الذي يدعوهم إلى الله ويريد لهم الخير! فأنزل الله عز وجل: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أي: ليس عليك إلاَّ البلاغ فقط. وأما الفلاح والهداية فهما بيد الله سبحانه وتعالى.

فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له من الأمر شيء - وهو أفضل الخلق وأفضل الرسل - فكيف بغيره؟!

فدل على بطلان دعواهم بأن صاحب القبر الفلاني أو الشيخ الفلاني يجيب المضطر ويدفع البلاء ويغيث الملهوف... وغير ذلك من أنواع شرك التعلق بغير الله.

فلا أحد من الخلق له من الأمر شيء، والأمر كله لله عز وجل، يَهدي من يشاء، ويُضل من يشاء.

قال: «عن ابن عمر رضي الله عنهما: «أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ مِنَ الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الفَجْرِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ العَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا» بَعْدَ مَا يَقُولُ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ»» قَنَت النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا عليهم باللعنة!» و«اللعنة»: الطرد والإبعاد من رحمة الله. قال: «اللَّهُمَّ العَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا» بَيَّنتهم الرواية التي بعدها أن «فُلاَنًا وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا» هم: سهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية بن خلف، والحارث بن هشام ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم آذَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآذَوا المسلمين، فقد كانوا من صناديد الكفرة، وكانوا مع أبي سفيان في وقعة أُحُد يقودون جيوش الكفر، فلَعَنهم النبي صلى الله عليه وسلم لشدة


الشرح