واختُلف في اسم
أبي هريرة، وصحح النووي أن اسمه عبد الرحمن بن صخر ([1]).
وهو
دَوْسي، من حُفاظ الصحابة، حَفِظ من الحديث ما لم يحفظه غيره، كما في «صحيح
البخاري» عن وهب بن مُنَبِّه عن أخيه: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: «مَا
مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا عَنْهُ
مِنِّي، إلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ
يَكْتُبُ وَلاَ أَكْتُبُ» ([2]).
مات
سنة سبع - أو: ثمانٍ، أو: تسع - وخمسين، وهو ابن ثمانٍ وسبعين سنة.
وهذا
الحديث له طرق كثيرة في الصحيحين والمسند والسنن وغيرها ([3]).
قوله:
«يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا -، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ» أي:
بالإيمان بالله ورسوله، واتباعه فيما جاءكم به مما أُنْزِل عليه؛ من توحيد الله عز
وجل في العبادة، وتَرْك ما كنتم تعبدونه من دونه من الأوثان والأصنام.
فإنهم بعد ذلك الشرك صاروا عبيدًا لمن لا يضر ولا ينفع، ولا يستجيب ولا يسمع. وهم قد عَرَفوا أن ما كانوا يفعلونه من
([1]) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم رقم (1/ 67).