×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قال: «وعن أبي هريرة رضي الله عنه » هذه كُنيته. أما اسمه فاختَلف فيه العلماء على أقوال كثيرة، أصحها - كما قال النووي - أنه: عبد الرحمن بن صخر. من قبيلة «دَوْس» المشهورة.

قَدِم على النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة، يَروي عنه الأحاديث، واهتم بذلك اهتمامًا عظيمًا، حتى أصبح من أكثر الصحابة رواية للحديث، فإنه يوجد له في كتب السنة ما يَزيد على خمسة آلاف حديث! فهو أكثر الصحابة رواية للحديث؛ لأنه تفرغ لذلك تفرغًا تامًّا، واهتم به اهتمامًا تامًّا، فأعانه الله على ذلك، وحَفِظ لهذه الأمة قسمًا كبيرًا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو راوية الإسلام رضي الله عنه !

ولا يماثله أحد من الصحابة في رواية الحديث إلاَّ عبد الله بن عمرو بن العاص؛ لأن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما كان يكتب الحديث، وأما أبو هريرة رضي الله عنه فكان يحفظ ولا يكتب.

وقد تَعَجَّب بعض الجهال في هذا العصر، ممن تأثروا بدعايات المستشرقين أو بدعايات المبتدعة، فاستغربوا كثرة الأحاديث التي رواها هذا الصحابي الجليل، فصاروا يتكلمون كلامًا سيئًا في حقه رضي الله عنه !!

ولكن الله سبحانه وتعالى قَيَّض من علماء الإسلام مَن دحض هذه الشبهات، وردها في نحورهم، وبَيَّن منزلة هذا الصحابي الجليل من بين الصحابة، واهتمامه بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم !

فهناك كتابات كثيرة تدافع عن مرويات هذا الصحابي الجليل، وتُدحض شبهات المستشرقين والمبتدعة من الشيعة وغيرهم.


الشرح