والأعمام والعمات. ومنهم:
أقارب أباعد؛ مثل أبناء الأعمام، وأبناء أبناء الأعمام... إلى آخره، فهم أقارب،
ولكنهم أقارب بعيدون.
وفي هذا دليل على أن الداعية والآمِر بالمعروف والناهي عن المنكر - يبدأ
بأهل بيته وخاصته أولاً، ثم بجيرانه وأهل بلده، ثم يتمدد بالخير إلى مَن حوله من
البلاد.
أما العكس وهو: أن يذهب إلى الأباعد أو إلى البلاد البعيدة، ويترك أهله
ويترك بلده ويترك أقاربه - فهذا خلاف منهج الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أمره
الله عز وجل به في هذه الآية.
فمن منهج الدعوة البداية بالأقارب وبأهل البيت؛ كما قال الله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6]،
أَمَر بوقاية النفس أولاً، ثم بوقاية الأهلين؛ وذلك لأن الأقارب لهم حق، ومن أعظم
حقوقهم: إرشادهم إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم وفلاحهم، فهذا أنفع من أن تعطيهم الذهب والفضة
والأموال! بل تبدأ بإرشادهم وتوجيههم ودعوتهم إلى الله عز وجل؛ لأن لهم حقًّا
عليك، وليس حقهم مقصورًا على الإنفاق وإعطائهم المال.
ثم إنك لو دعوت الناس وتركت أهل بيتك، فإن الناس سينقمون عليك، ولا يقبلون
دعوتك ولا توجيهاتك، وسيقولون: لو كان صادقًا لبدأ بأهل بيته!
فمَن ذهب يدعو الناس إلى الخير، ويترك أهل بيته على المنكر والجهل، وبيته
فيه الأخطاء الكثيرة والمخالفات، أو في بلده وجماعته