الأخطاء الكثيرة
والمخالفات - فإن هذا ليس من منهج الدعوة، بل ينبغي عليه أن يبدأ بالأقربين، ثم
ينتشر الخير شيئًا فشيئًا على مَن حولهم. هذا هو المنهج السليم.
وبعض الناس الآن يتركون بلادهم وفيها ما فيها من الشرك والكفر والإلحاد،
ويأتون إلى بلاد التوحيد، ويقولون: إنهم دعاة إلى الله!!
وهذا خلاف منهج الدعوة، إذا كانوا صادقين في دعوتهم، لكن نخشى أن يكونوا
مغرضين غير صادقين، يريدون أن يفسدوا على أهل التوحيد توحيدهم وعقيدتهم، فإن كانوا
صادقين في دعوتهم فعليهم أن يبدءوا بمن حولهم أولاً! أما إن كانوا مغرضين أو
يريدون التلبيس على أهل التوحيد فأمرهم إلى الله سبحانه وتعالى، سيفضحهم ويكشف
خططهم.
وهذا أمر يجب أن نتفطن له، فمنهج الدعوة يؤخذ من الكتاب والسُّنة، لا يؤخذ
من الاصطلاحات والآراء، كما عليه كثير من الدعاة اليوم، يأخذون مناهجهم من العادات
والآراء والمقترحات، لا من الكتاب والسُّنة.
انظروا إلى هذه الآية: ﴿وَأَنذِرۡ
عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ﴾، وانظروا إلى قوله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ
وَٱلۡحِجَارَةُ﴾، وانظروا إلى قوله عز وجل: ﴿أَتَأۡمُرُونَ
ٱلنَّاسَ بِٱلۡبِرِّ وَتَنسَوۡنَ أَنفُسَكُمۡ وَأَنتُمۡ تَتۡلُونَ ٱلۡكِتَٰبَۚ
أَفَلَا تَعۡقِلُونَ﴾ [البقرة: 44]، فهذا من أعظم مناهج الدعوة.