×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 لما نزلت عليه صلى الله عليه وسلم هذه الآية الكريمة بادر صلى الله عليه وسلم بامتثال أمر الله، وصَعِد على الصفا، الجبل المعروف.

وكونه صلى الله عليه وسلم صَعِد على الصفا فيه مشروعية أن يكون الخطيب والمُبَلِّغ على مرتفع من أجل أن يراه الناس، ومن أجل أن يبلغ صوته إلى الحاضرين والمستمعين.

فقال: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ» «المَعْشَر»: الجماعة، أي: يا جماعة قريش، يقال: إنهم من العَشَرة فأكثر. و«قريش»: القبيلة المشهورة التي بُعث منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو صلى الله عليه وسلم من بني هاشم، وبنو هاشم من قريش، صميم العرب، وجيران بيت الله العتيق.

قال: «اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ» أي: افتدوها وأنقذوها من عذاب الله.

بمَ يشترون أنفسهم؟ يشترون أنفسهم بالدخول في الإسلام، وتوحيد الله عز وجل، وتَرْك عبادة ما سواه! هذا هو الذي يشترون به أنفسهم.

فافتداء الإنسان نفسه من النار إنما يكون بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ! وبدون ذلك لا يمكن أن ينجو من عذاب الله، ولو قَدَّم الأموال الطائلة! فمَن مات على الكفر، فإنه لو قَدَّم مِلء الأرض من الذهب ليشتري نفسه من النار فلن يُقبل منه! لكن لو مات على التوحيد وعلى العقيدة الصحيحة، فقد اشترى نفسه من النار!

فلا نجاة من النار إلاَّ بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والموت على عقيدة التوحيد الخالص والسلامة من الشرك.


الشرح