قال: «لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا» إذا كان الرسول صلى الله
عليه وسلم لا يغني عن قريش شيئًا - وهم قبيلته - فكيف يُغني عن غيرهم؟!
ثم خص عليه الصلاة والسلام مَن هو أخص من قريش، خص أقرب الناس إليه، فقال: «يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ»
هذا عم الرسول صلى الله عليه وسلم «لاَ
أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم، لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا»، قال لعمه وعمته -
صِنْوَي أبيه ([1]) -: لا أُغني عنكما
من الله شيئًا.
ثم خص أخص من عمه وعمته، وهي بنته، فقال لها: «يا فاطِمَةُ بِنت مُحَمدٍ، سَلِينِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتِ، لاَ أُغْنِي
عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا»، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لقبيلته
ولقرابته ولأقرب الناس إليه: «لاَ أُغْنِي
عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا».
فإن هذا دليل على بطلان عبادته صلى الله عليه وسلم، وعبادة غيره من باب
أَوْلى، وأنه صلى الله عليه وسلم لا يملك لأحد نفعًا ولا ضرًّا؛ كما في قول الله
عز وجل: ﴿قُل لَّآ
أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ
أَعۡلَمُ ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ
إِنۡ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾ [الأعراف: 188].
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك نفعًا ولا ضرًّا لنفسه، ولا لأقرب الناس إليه، فكيف يملكه لغيره؟!
([1]) قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 57): الصِّنو: الِمِثْل. وأصله: أن تطلع نخلتان من عرق واحد، وانظر: مادة (صنو) في لسان العرب (14/ 470)، ومختار الصحاح (ص156).