×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فهؤلاء الذين يتعلقون على الرسول صلى الله عليه وسلم، ويدعونه من دون الله، ويستغيثون به، ويقولون: مَدد يا رسول الله!! هؤلاء هم على دين المشركين الأولين، عَبَدة اللات والعُزى ومناة! لم يتغير من الأمر شيء؛ لأن العبادة حق لله عز وجل لا تجوز لغيره، لا لمَلَك مُقَرَّب، ولا لنبي مرسل، ولا لولي من الأولياء، ولا لأي مخلوق، إنما هي محض حق الله عز وجل.

وفي هذا رَدٌّ على الذين يتعلقون بقرابتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، ويسمون أنفسهم «أهل البيت»، ويظنون أن قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم - إن صح زعمهم - تكفيهم وتنجيهم من عذاب الله، دون أن يشتروا أنفسهم بالإيمان والتوحيد والعمل الصالح! فيعتمدون على قرابتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وهي لا تنفعهم شيئًا!

فهذا أبو لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، ما نفعته قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله فيه قرآنًا يُتلى إلى يوم القيامة، قال عز وجل: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ ١مَآ أَغۡنَىٰ عَنۡهُ مَالُهُۥ وَمَا كَسَبَ ٢سَيَصۡلَىٰ نَارٗا ذَاتَ لَهَبٖ ٣وَٱمۡرَأَتُهُۥ حَمَّالَةَ ٱلۡحَطَبِ ٤فِي جِيدِهَا حَبۡلٞ مِّن مَّسَدِۢ ٥ [المسد: 1- 5].

وهذا أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي كان يحمي النبي صلى الله عليه وسلم ويدافع عنه، لكنه أبى أن يدخل في الإسلام حَمِية لدين الجاهلية، وبقي على دين عبد المطلب حتى مات! لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له مكافأة لصنيعه معه، أنزل الله عز وجل قوله: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ [التوبة: 113]، فسمى أبا طالب مشركًا، لا يجوز الاستغفار له؛


الشرح