قوله:
«خُضْعَانًا»: مصدر «خَضَعَ».
قوله:
«لِقَوْلِهِ»: صريح في أنهم سمعوا قوله عز وجل، وأنه بصوت، وأن ذلك ينفذ جميع
الملائكة، أي: يسمعونه كلهم.
قوله: ﴿حَتَّىٰٓ
إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ﴾ أي: زال عنها الفزع.
قوله:
«فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ» أي: الكلمة التي سمعتها الملائكة وتحدثوا
بها.
قوله:
««وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ» هَكَذَا وَصَفَ
سُفْيَانُ» راوي الحديث، وهو ابن عيينة «بِكَفِّهِ».
قوله:
«فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ» يعني: مسترق السمع، «فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ»
من الشياطين، «ثُمَّ يُلْقِيهَا الآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا
عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوِ الكَاهِنِ، فيتكلم بها....» الحديث.
قوله:
«فَيَكْذِبُ مَعَهَا» أي: الساحر أو الكاهن «مِائَةَ كَذْبَةٍ»، «فَيُصَدَّقُ» في
المِائة كلها «بِتِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنَ السَّمَاءِ»؛ لقَبول
النفوس للباطل.
**********
قوله: «ضَرَبَتِ المَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ»
الملائكة من أعظم المخلوقات، لا يَعلم عِظَم خِلقة الملائكة إلاَّ الله سبحانه
وتعالى. وإذا كانوا على هذه الحالة من العِظَم، ومع هذا لا تصلح عبادتهم من دون
الله، فهم مع قوتهم وعِظَم خِلْقتهم يخافون من الله سبحانه وتعالى، وإذا سمعوا
كلامه ضربوا بأجنحتهم.
وهذا فيه إثبات الأجنحة للملائكة، وهي ثابتة بالقرآن كما في قوله عز وجل: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضِ جَاعِلِ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ مَّثۡنَىٰ
وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَۚ﴾ [فاطر: 1]، لهم أجنحة يطيرون بها بين السماء والأرض،