منهم مَن له جناحان، ومنهم
مَن له ثلاثة أجنحة، ومنهم مَن له أربعة أجنحة، ومنهم مَن له أكثر من ذلك، ولا
يَعلم عِظَم خِلْقة الملائكة إلاَّ الله سبحانه وتعالى.
ولذلك فإن البشر لا يطيقون رؤية الملائكة، ولو رأوهم لماتوا من الرَّوْع
والفزع؛ ولذلك فهي تأتي في صور بشر.
وإنما تأتي الملائكة على خِلْقتها عند العذاب وعند الموت، والعياذ بالله.
أما قبل ذلك فإنها تأتي بصور بشر رفقًا ببني آدم؛ لأنهم لا يطيقون رؤية
المَلَك، حتى النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتيه جبريل في صورة دِحْية الكَلْبي ([1])، فيكلمه بما أرسله
الله به، فقد ثَبَت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل على صورته
التي خُلِق عليها مرتين، قد سد الأفق ([2])، وجاء في وصف جبريل
عليه السلام أنه: «لَهُ سِتُّمِائَةِ
جَنَاحٍ» ([3])، فلم يره صلى الله
عليه وسلم على صورته المَلَكية إلاَّ مرتين: مرة في بطحاء مكة، والمرة الثانية
ليلة المعراج حينما عُرِج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء: ﴿وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ
١٣عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ ١٤﴾ [النجم: 13- 14].
وما عدا ذلك كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة رجل، وعنده أصحابه يرون هذا الرجل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3621)، ومسلم رقم (2451).