×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: «خُضْعَانًا» هذا مفعول لأجله، يعني: لماذا ضربوا بأجنحتهم؟ لأجل الخضوع لله وتعظيمًا له وخوفًا منه عز وجل.

فإن كانت هذه حالتهم فلا يجوز أن يُعْبَدوا مع الله، قال عز وجل: ﴿لَّن يَسۡتَنكِفَ ٱلۡمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبۡدٗا لِّلَّهِ وَلَا ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ٱلۡمُقَرَّبُونَۚ [النساء: 172]، وقال عز وجل في حقهم: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧ [الأنبياء: 26- 27] يعني: الملائكة.

قوله: «خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ» أي: لقول الله سبحانه وتعالى.

وفي هذا إثبات القول والكلام لله عز وجل، وأنه يتكلم كما يليق بجلاله سبحانه وتعالى، كلامًا يُسْمَع، تسمعه الملائكة، ويسمعه جبريل، وإذا سمعته الملائكة أصابهم هذا الرعب والخوف من الله.

قوله: «كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ» يسمعون هذا الصوت العظيم كأنه سلسلة حديد تُجَر على صفوان، يعني: على صخرة ملساء. ولا شك أن السلسلة إذا جُرت على الصخرة الملساء يكون لها صوت عجيب.

وهذا تشبيه لصوت الوحي، أو لصوت جبريل عليه السلام.

قوله: «يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ» أي: أن كلام الله يَبْلُغ قلوبهم فيخافون.

قوله: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ يعني: أزيل عنها الفزع، وعادت إليهم الطُّمَأنينة.

قوله: ﴿مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ يسألون جبريل عليه السلام؛ لأنهم لا يدرون ما الذي حدث، فيخبرهم جبريل فيقول: «قَالَ: الحَقَّ»، فيقول بعضهم لبعض: «قَالَ: الحَقَّ» أي: قال ربنا الحق.


الشرح