قال: «فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ
السَّمْعِ» «المُسْتَرِق»: الذي
يأخذ الشيء بسرعة وخُفية. ومنه سُمي السارق الذي يأخذ المال على وجه الخُفية
والسرعة حيث لا يراه أحد.
ومسترق السمع: هو الشيطان الذي يخطف الكلمة من الوحي الذي تتكلم به
الملائكة في السماء. وهذا هو دور الشياطين.
فالملائكة يَصْعَقون ويخافون من الله عز وجل، ويخرون له سجدًا تعظيمًا
لشأنه سبحانه وتعالى.
أما الشياطين - لعنهم الله - فإنهم يَركب بعضهم بعضًا حتى يصلوا إلى عَنان
السماء، كما تركب الأصابع بعضها بعضًا.
قوله: «وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا
بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ» معناه: أن الشياطين يعلو بعضها بعضًا حتى تصل إلى
عَنان السماء، كل واحد يَركب على الآخَر؛ من أجل استراق السمع.
قوله: «وَوَصَفَ سُفْيَانُ» يعني:
راوي الحديث، وهو سفيان بن عيينة، أحد كبار المحدثين المشهورين الثقات الأثبات رضي
الله عنهم.
يعني: وَصَف تراكمهم وركوب بعضهم فوق بعض في الجو.
قوله: «بِكَفِّهِ فَحَرَفَهَا»
يعني: أمالها، «وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ»،
أي: فَرَّق بين أصابعه. والأصابع يكون بعضها فوق بعض. هذا معناه، أن سفيان أراد أن
يوضح لتلاميذه والرواة عنه بالمثال المحسوس المُشاهَد عملية تراكم الشياطين بعضهم
فوق بعض في الهواء.