×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: «﴿وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ» هذا فيه إثبات العلو، فهو سبحانه علي بقَدْره وبذاته فوق مخلوقاته، وهو العلي بقهره، فجميع أنواع العلو له سبحانه وتعالى.

وهو الكبير الذي لا أكبر منه ولا أعظم منه عز وجل، والخلق كلهم بالنسبة إليه لا شيء؛ لعظمته وكبريائه وصِغر المخلوقات بالنسبة إليه سبحانه وتعالى.

·       فهذا الحديث فيه مسائل عظيمة:

أولاً: فيه المسألة التي أورد المصنف الحديث من أجلها، وهي بطلان عبادة الملائكة؛ لأنهم يخافون من الله ويفزعون، فليس لهم من العبادة شيء، وإذا بَطَلت عبادة الملائكة بَطَلت عبادة غيرهم من باب أَوْلى.

ثانيًا: فيه إثبات علو الله سبحانه وتعالى فوق مخلوقاته.

ثالثًا: فيه إثبات الكلام لله عز وجل، وأن الله يتكلم بكلام يُسْمَع، تسمعه السماوات والأرض والملائكة، ويُسْمِعه الله عز وجل مَن يشاء من خلقه.

رابعًا: فيه أن المخلوقات كلها تدرك عظمة الله عز وجل، فالسماوات الجوامد تدرك عظمة الله، وتخاف منه سبحانه وتعالى، وترتجف وترتعد عند كلامه سبحانه وتعالى. وسيأتي في الحديث الثاني ما يحصل من الشياطين الذين يسترقون السمع.


الشرح