فهذه شفاعة محرمة، وملعون
مَن قام بها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
بَلَغْتَ بِهِ السُّلْطَانَ فَلَعَنَ اللَّهُ الشَّافِعَ وَالْمُشَفِّعَ» ([1]).
ولما أراد أسامة بن زيد رضي الله عنه أن يشفع في امرأة وجب عليها حد
السرقة، شق ذلك على قومها؛ فطلبوا من أسامة أن يشفع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
في عدم قطع يدها، فشفع أسامة وكَلَّم الرسول صلى الله عليه وسلم، فغَضِب عليه
غضبًا شديدًا، وقال: «أَتَشْفَعُ فِي
حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟»، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ،
أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ
فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الحَدَّ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ
فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» ([2]).
وفي الحديث: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ
آوَى مُحْدِثًا» ([3])، آواه يعني: حماه
من إقامة الحكم الشرعي عليه.
فالشفاعة السيئة هي ما كانت في شيء محرم.
· والشفاعة في كتاب الله جاءت على قسمين:
* قسم منفي.
* وقسم مثبت.
فالقسم المنفي: هو الشفاعة التي تُطلب من غير الله. هذه الشفاعة منفية؛ لأن الشفاعة مِلك لله، لا تُطلب إلاَّ منه. وكذلك الشفاعة التي
([1]) أخرجه: الدارقطني رقم (3467)، والطبراني في الأوسط رقم (2284).