تُطلب فيمن لا تُقبل فيه،
وهو الكافر والمشرك، فالكافر والمشرك لا تُقبل فيه الشفاعة، قال عز وجل: ﴿مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ
حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18]، وقال عز وجل: ﴿وَٱتَّقُواْ
يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡٔٗا وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا
شَفَٰعَةٞ وَلَا يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلٞ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ﴾ [البقرة: 48].
﴿وَلَا يُقۡبَلُ مِنۡهَا
شَفَٰعَةٞ﴾ هذا في أهل الشرك، ﴿وَلَا
يُؤۡخَذُ مِنۡهَا عَدۡلٞ﴾؛ يعني: فدية، فلا يؤخذ مال من أحد ليُخَلِّصه من العذاب
كما هو في الدنيا ﴿وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ﴾ ولا يتجرأ أحد
ليدافع عنهم يوم القيامة؛ كما هو حال الناس في الدنيا، يدافع بعضهم عن بعض، والدول
يدافع بعضها عن بعض. هذا في الدنيا، أما الآخرة فليس فيها مدافعة.
والشفاعة المثبتة: أن يأذن الله عز وجل لبعض أوليائه في أن يدعو الله بأن
يتجاوز عمن استوجب العقوبة ويعفو عنه؛ كأن يدعو الشافع لأخيه بما يُخَلِّصه من
العقاب يوم القيامة، فيستجيب الله دعاءه تكريمًا للشافع ورحمة بالمشفوع.
·
وهذه الشفاعة ثابتة في
القرآن، ولكن بشرطين:
الشرط الأول: أن تُطلب الشفاعة من الله عز وجل ويأذن الله بها. فلا
أحد يشفع عند الله إلاَّ بإذنه. بخلاف المخلوقين، فقد يَشفع الشفعاء عندهم ولو لم
يأذنوا، بل ربما يَكرهون ذلك. أما الله عز وجل فإنه لا يَشفع عنده أحد إلاَّ
بإذنه، ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي
يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: 255].
الشرط الثاني: أن يكون المشفوع فيه من أهل الإيمان، ولكن عنده ما
يوجب عليه العذاب لكبيرة من كبائر الذنوب ارتكبها، فهو من أهل