×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 الإيمان من أصحاب الجرائم التي دون الشرك. وأما المشرك فإن الله لا يرضى أن يُشفع فيه، ولا يَقبل فيه شفاعة، قال عز وجل: ﴿مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ [غافر: 18].

وقال عز وجل: ﴿وَلَا يَشۡفَعُونَ [الأنبياء: 28] يعني: الملائكة ﴿إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ ارتضى الله قوله وعمله، وهو المؤمن. أما الكافر فإن الله لا يرتضيه فلا تنفعه الشفاعة، قال عز وجل: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المدَّثر: 48].

فإذا توفر الشرطان - إِذْن الله للشافع أن يشفع، ورضاه عن المشفوع فيه - فالشفاعة حق. وإذا اختل شرط فهي شفاعة مردودة، قال عز وجل: ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لَا تُغۡنِي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡ‍ًٔا إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ [النجم: 26] هذا الشرط الأول﴿وَيَرۡضَىٰٓ، هذا الشرط الثاني.

فهذه هي الشفاعة عند الله، تجوز بشرطين، فإذا توفر الشرطان فالشفاعة صحيحة ومقبولة عند الله عز وجل. وإذا اختل شرط فهي مردودة ولا تُقبل.

·       والناس انقسموا في أمر الشفاعة إلى ثلاثة أقسام: طرفان ووسط:

الطرف الأول: الذين نَفَوا الشفاعة، وهم الخوارج والمعتزلة، وقالوا: إن مَن استوجب النار فلابد أن يدخلها! بِناء - عندهم - على أنه لا يستوجب النار إلاَّ الكافر؛ لأنهم يُكفِّرون أصحاب الكبائر من هذه الأمة، فيقولون: لا تنفعهم الشفاعة! فمَن استوجب النار فلابد أن يدخلها، ومَن دخلها فإنه لا يَخرج منها. هذا مذهبهم، فينفون الشفاعة التي ثبتت وتواترت بها الأدلة.


الشرح