×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

الشفاعة الثانية: شفاعته صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة أن يدخلوها، وتُفتح لهم، فهو أول مَن يستفتح باب الجنة عليه الصلاة والسلام ([1])؛ ولهذا قال عز وجل: ﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا، لا تُفتح لهم أول ما يأتون، بل عُطف الفتح على مجيئهم؛ لأنه لا يُفتح لهم إلاَّ بعد الشفاعة، ﴿وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ [الزُّمَر: 73].

أما الكفار - والعياذ بالله - فمِن حين يصلون إلى النار تُفتح لهم أبوابها، يُدفعون إليها ويُدَّعُون إليها دَعًّا - والعياذ بالله - ﴿وَسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا [الزمر: 71]، إلى آخر الآيات.

هذه الشفاعة الثانية للرسول صلى الله عليه وسلم والخاصة به.

الشفاعة الثالثة: أن يشفع صلى الله عليه وسلم لأناس من أهل الجنة في رفعة منازلهم في الجنة.

الشفاعة الرابعة: شفاعته صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب، الشفاعة لا تنفع الكفار، ولكن نظرًا لأن أبا طالب حَمَى النبي صلى الله عليه وسلم ودافع عنه، وصبر معه على الضيق، وأحسن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يُوفَّق للدخول في الإسلام، وقد عَرَض عليه النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام وحَرَص على أن يَدخل في الإسلام، ولكنه أَبَى؛ لأنه يرى أن دخوله في الإسلام فيه مَسَبة لدين آبائه، حيث أخذته الحَمِية الجاهلية لدين آبائه، وإلا فهو يعترف بأن


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (197).