قوله:
«فَأَعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعَادَا»: فيه مَضرة أصحاب
السوء، والحذر من قربهم والاستماع لهم.
ففيه
معنى قول الناظم:
إذا
ما صَحِبتَ القوم فاصحب خِيارهم**** ولا تصحب الأردى فتردى مع
الرَّدِي
قوله:
«فكان آخِر ما قاَلَ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ
يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ».
قال
الحافظ: «هو تأكيد من الراوي في نفي وقوع ذلك من أبي طالب».
قال
المصنف رحمه الله: وفيه الرد على من زعم إسلام عبد المطلب وأسلافه.
قوله:
«فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ
عَنْكَ»: اللام لام القسم. قال النووي: «فيه جواز الحلف من غير استحلاف».
قال
ابن فارس: «مات أبو طالب ولرسول الله صلى الله عليه وسلم تسع وأربعون سنة، وثمانية
أشهر، وأحد عشر يومًا، وتُوفيت خديجة أم المؤمنين بعد موت أبي طالب بثمانية أيام».
قوله:
«فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي
قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113] هو
خبر بمعنى النهي.
والظاهر
أن هذه الآية نزلت في أبي طالب، فإن الإتيان بالفاء المفيدة للترتيب في قوله:
«فَأَنْزَلَ اللهُ» بعد قوله: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ»
يفيد ذلك.