×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: «فَأَعَادَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَعَادَا»: فيه مَضرة أصحاب السوء، والحذر من قربهم والاستماع لهم.

ففيه معنى قول الناظم:

إذا ما صَحِبتَ القوم فاصحب خِيارهم**** ولا تصحب الأردى فتردى مع الرَّدِي

قوله: «فكان آخِر ما قاَلَ: هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ».

قال الحافظ: «هو تأكيد من الراوي في نفي وقوع ذلك من أبي طالب».

قال المصنف رحمه الله: وفيه الرد على من زعم إسلام عبد المطلب وأسلافه.

قوله: «فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ»: اللام لام القسم. قال النووي: «فيه جواز الحلف من غير استحلاف».

قال ابن فارس: «مات أبو طالب ولرسول الله صلى الله عليه وسلم تسع وأربعون سنة، وثمانية أشهر، وأحد عشر يومًا، وتُوفيت خديجة أم المؤمنين بعد موت أبي طالب بثمانية أيام».

قوله: «فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَحِيمِ [التوبة: 113] هو خبر بمعنى النهي.

والظاهر أن هذه الآية نزلت في أبي طالب، فإن الإتيان بالفاء المفيدة للترتيب في قوله: «فَأَنْزَلَ اللهُ» بعد قوله: «لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» يفيد ذلك.


الشرح